نوبل..جائزة سلام ، أم استسلام؟! بقلم/ أبوخلود

ألفريد برنارد نوبل .. رجل سويدى كان له دورا كبيراً فى تطوير وسائل التدمير على هذا الكوكب ، فهو صاحب إختراع مادة الديناميت فى عام 1866 ، تلك المادة ذات القدرة التدميرية الهائلة.. وقد تسبب قبل ذلك بعامين فى وقوع انفجار أدى إلى مقتل أخيه الأصغر وأربعة آخرين.. هذا الرجل أوقف قبل موته مبلغ مليون جنيه تمنح من عائدها جوائز سنوية للمتميزين فى عدة مجالات..
وبدأ منح تلك الجائزة فى عام 1901 .
وقد ظللنا - نحن العرب - بعيدين عن تلج الجائزة لعقود طويلة ، إلى أن بدأت تعرف طريقها إلينا منذ أواخر السبعينات من القرن الماضى.. ولكن الملاحظ أنها كانت مرتبطة فى كل مرة تمنح لعربى برضاء اليهود عمن تمنح له الجائزة .. فقد منحت للرئيس المصرى أنور السادات-مناصفة مع رئيس وزراء الكيان الصهيونى- بعد زيارته لإسرائيل وما أعقبها من اتفاق بينه وبين إسرائيل وبعد تخليه عن ثوابت مصر والتى كانت تؤكد دائماً على الوقوف بجانب القضية الفلسطينيه إلى أن أخرج السادات مصر من حلبة الصراع مع الإحتلال الصهيونى الجاثم فوق الأراضى العربية ليكبل مصر بمعاهدة ضيعت نصراً عزيزاً حققناه فى حرب رمضان المجيدة
ثم تمنح الجائزة لنجيب محفوظ تقديراً-منهم- لدوره فى إبعاد المصريين عبر رواياته عن هويتهم الإسلامية ولتعديه على ثوابت العقيدة بروايته"أولادحارتنا" والتى ظلت لسنوات طويلة ممنوعةمن النشر إلى أن حصل محفوظ على نوبل.
ثم تذهب الجائزة لياسر عرفات-وأيضاً مناصفة مع رئيس وزراء الدولة الصهيونية- بعد ما كان منه من تنازلات فى مدريد وأوسلو.
ثم يأتى الدكتور أحمد زويل والذى لم نسمع عنه فى مصر إلا بعد منحه تلك الجائزة.. وقد يكون زويل حقق تفوقا علميا يستحق التقدير بالفعل ، إلا أن الشئ المؤكد أنه توجه إلى إسرائيل بعد نيله الجائزة ولا ندرى هل ذهب فعلاً ليكرموه -كما قيل - أم أنه ذهب ليرد الجميل. أم أن ذهابه إليهم كان شرطا مسبقاً لمنحه الجائزة.
ثم تذهب الجائزة للدكتور محمد البرادعى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك بعد دوره المكشوف فى تبرير الحرب الظالمة على العراق الشقشق عندما أعلن أن العراق لا يتعاون مع فرق التفتيش التابعة للوكالة وأن العراق لديه مايخفيه بشأن أسلحة الدمار الشامل المزعومة،وقد ثبت خلو العراق من تلك الأسلحة . ونرى البرادعى يمارس نفس الدور فى مواجهة إيران .. بينما يمتنع عن أية إشارة لقدرات إسرائيل النووية فرأيناه أسدا على العراق وفى إسرائيل نعامة.
ويبقى التساؤل الهام .. من وراء تلك الجائزة ؟ وكيف تشكل اللجنة التى تمنحها ؟! وهل تصدر قرارتها من استوكهولم أم من تل أبيب؟ وهل من حصلوا على تلك الجائزة من العرب هم رجال صنعوا لأنفسهم مجداً يستحقون من أجله الجائزة ؟ أم أنهم رجال صنعتهم الجائز’؟

مشكور ابو خلود على الطرح .. بارك الله فيك