بوابة أفكار التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بوابة أفكار التعليمية

للمعلم والطالب
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
السلام عليكم يا زائر ارجو ان تكون فى تمام العافية

 


 

 خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ام حنين
عضو جديد
عضو جديد
ام حنين


انثى عدد المساهمات : 11
تاريخ الميلاد : 28/04/1982
العمر : 42

خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق Empty
مُساهمةموضوع: خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق   خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق Emptyالأربعاء سبتمبر 30, 2009 9:49 pm

- بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي أشرف خلق الله سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد لله علي أفضل الصلاة وأتم التسليم من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ..... ثم أما بعد
...............
آخى الكريم صاحب موقع قرة العين أضع بين يديك هذا الجهد المتواضع لعله يكون استراحة للقارئ الكريم أطلعه على الخلاف حول الذبيح لما وجدته في هذا الموقع من العلم الغزير والنفع العميم وأدعو الله أن يديم عليك وعلى موقعك النفع انه ولى ذلك والقادر عليه

اختلف أهل العلم في تعيين من هو الذبيح فقالت طائفة هو إسحاق وقالت أخرى هو إسماعيل وإلى القول الأول ( إسحاق ) ذهب جمع من الصحابة والتابعين منهم عمر وعلي والعباس وابن عباس في إحدى الروايتين عنه وابن مسعود وكعب الأحبار وقتادة وسعيد بن جبير ومسروق وعكرمة وآخرون رضي الله عنهم وقد رجح هذا القول ابن جرير الطبري وهو قول اليهود والنصارى .
وقد استدلوا بأدلة من أهمها:
1 أن سياق الآيات يقتضي ذلك ففي قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام (إني ذاهب إلى ربي سيهدين) اتفاق المفسرين على أن المراد ذهابه إلى الشام ثم قوله تعالى (فبشرناه بغلام حليم) فوجب أن يكون هذا الغلام إسحاق لا غير، ثم قال بعده (فلما بلغ معه السعي…) وذلك يقتضي أن يكون الذي بلغ معه السعي هو الذي ولد في الشام وهو إسحاق عليه السلام فهو الذبيح أذن .
2 ما رواه الإمام احمد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال: يا آبت أوثقني لا اضطرب فينتضح عليك من دمي إذا ذبحتني، فشده فلما أخذ الشفرة فأراد بان يذبحه نودي من خلفه: (أن إبراهيم* قد صدقت الرؤيا
3 روى عن ابن جرير عن أبي كريب عن زيد بن حباب عن الحسن بن دينار عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم
انه قال [الذبيح إسحاق( .
4 اخرج الطبراني من طريق عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لما فرج عن إسحاق كرب الذبح قيل له سل تعط قال: أما والله لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان: اللهم من مات لا يشرك بالله شيئاً قد أحسن فاغفر له
هذه هي أهم الأدلة التي ذهب إليها أصحاب القول الأول.

وأما أصحاب القول الثاني الذين قالوا بان الذبيح إسماعيل وهم عدد كبير من الصحابة والتابعين منهم أبو بكر ومعاوية بن ابي سفيان وأبو هريرة وعبد الله بن عمر وابن عباس في اصح الروايتين عنه والشعبي ومجاهد وعطاء بن ابي رباح والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم وقد رجح هذا القول ابن كثير وآخرون واستدلوا بأدلة من أهمها:

(1 أن سياق الآيات يشير إلى أن الذبيح إسماعيل فقد استدل على ذلك الإمام محمد بن كعب القرطي من خلال قوله تعالى (فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) قال فكيف: تقع البشارة بإسحاق وانه سيولد له يعقوب ثم يؤمر بذبح إسحاق وهو صغير قبل أن يولد له. هذا لا يكون لأنه يناقض البشارة المتقدمة والله اعلم .
(2 ما رواه الحاكم أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم طالباً العطاء، فقال فيما قال ((فعد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه)) يعني جده الأعلى إسماعيل وأباه عبد الله. وأما حديث ((أنا ابن الذبيحين)) فقد ذكره الحاكم .وقال الزيلعي وابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف لم نجده بهذا اللفظ .وأما حديث الأعرابي فهو حديث حسن بل صححه الحاكم والذهبي لوروده من عدة طريق يقوي بعضها بعضاً .قال ابن حجر: وحديث أنا ابن الذبيحين رويناه من حديث معاوية ونقله عبد الله بن احمد عن أبيه وابن ابي حاتم عن أبيه وأطنب ابن القيم في الاستدلال لتقويته

(3 ما رواه الإمام احمد والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال: الذبيح إسماعيل .
(4 قال ابن القيم: لا ريب أن الذبيح كان بمكة ولذلك جعلت القرابين يوم النحر بها كما جعل السعي بن الصفا والمروة ورمي الحجار تذكيراً لشان إسماعيل وأمه وإقامة لذكر الله ومعلوم أن إسماعيل وأمه هما اللذان كانا بمكة دون إسحاق وأمه، ولو كان الذبح بالشام كما يزعم أهل الكتاب ومن تلقى عنهم لكانت القرابين والنحر بالشام لا بمكة
.هذه هي أهم أدلة أصحاب القول الثاني،

وقد أجاب أصحاب هذا القول على أدلة من قال انه إسحاق فقالوا:
أما بالنسبة للحديث الذي رواه الإمام احمد فقد قال فيه الهيثمي فيه عطاء بن السائب وقد اختلط .وقد علق الشيخ احمد محمد شاكر على هذا الحديث فقال إسناده صحيح إلا أن قوله فيه (فلما أراد أن يذبح ابنه إسحاق) نراه خطأ من عطاء بن السائب فالذبيح إسماعيل كما دل عليه الكتاب والسنة .وأما رواية الطبري فضعيفة، قال ابن كثير في إسناده ضعيفان وهما الحسن بن دينار البصري متروك وعلي بن زيد بن جدعان منكر الحديث .وأما بالنسبة لرواية الطبراني ففيه عبد الرحمن بن زيد بن اسلم وهو ضعيف فلا يحتج بمروياته
وأما بالنسبة لسياق الآية فالاستنتاج منه أن الذبيح إسحاق غير سديد لان عود الضمير على الغلام الذبيح ثم ذكر اسم إسحاق صريحاً يقتضي التغاير بين إسحاق والذبيح .قال ابن القيم رحمه الله: وأما القول إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجهاً .
وهكذا يترجح لنا أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وقد اجاد من قال:ان الذبيح هديت إسماعيل نطق الكتاب بذاك والتنزيل
شرف به خص الإله نبينا وأبانه التفسير والتاويل

قال ابن القيم رحمه الله وهذا كما في التوراة عندهم : أن الله سبحانه وتعالى قال لإبراهيم عليه السلام :
إذبح ولدك بكرك ووحيدك إسحق ف إسحق زيادة منهم في لفظ التوراة قلت : وهي باطلة قطعا من عشرة أوجه

أحدها : أن بكره ووحيده هو إسماعيل باتفاق الملل الثلاث فالجمع بين كونه مأمورا بذبح بكره وتعيينه بإسحق جمع بين النقيضين
الثاني : أن الله سبحانه وتعالى أمر إبراهيم أن ينقل هاجر وابنها إسماعيل عن سارة ويسكنها في برية مكة لئلا تغير سارة فأمر بإبعاد السرية وولدها عنها حفظا لقلبها ودفعا لأذى الغيرة عنها فكيف يأمر الله سبحانه وتعالى بعد هذا بذبح ابن سارة وإبقاء ابن السرية فهذا مما لا تقتضيه الحكمة

الثالث : أن قصة الذبح كانت بمكة قطعا ولهذا جعل الله تعالى ذبح الهدايا والقرابين بمكة تذكيرا للأمة بما كان من قصة أبيهم إبراهيم مع ولده : أن الله سبحانه بشر سارة أم إسحق بإسحق ومن وراء إسحاق يعقوب فبشرها بهما جميعا فكيف يأمر بعد ذلك بذبح إسحق وقد بشر أبويه بولد ولده

الخامس : أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر قصة الذبيح وتسليمه نفسه لله تعالى وإقدام إبراهيم على ذبحه وفرغ من قصته قال بعدها : وبشرناه بإسحق نبيا من الصالحين فشكر الله تعالى له استسلامه لأمره وبذل ولده له وجعل من إثابته على ذلك : أن آتاه إسحق فنجي إسماعيل من الذبح وزاده عليه إسحق

السادس : أن إبراهيم صلوات الله تعالى وسلامه عليه سأل ربه الولد فأجاب الله دعاءه وبشره فلما بلغ معه السعي أمره بذبحه قال تعالى : وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فهذا دليل على أن هذا الولد إنما بشر به بعد دعائه وسؤاله ربه أن يهب له ولدا وهذا المبشر به هو المأمور بذبحه قطعا بنص القرآن وأما إسحق فإنما بشر به من غير دعوة منه بل على كبر السن وكون مثله لا يولد له وإنما كانت البشارة به لامرأته سارة ولهذا تعجبت من حصول الولد منها ومنه
قال تعالى : ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله فتأمل سياق هذه البشارة وتلك تجدهما بشارتين متفاوتتين مخرج إحداهما غير مخرج الأخرى والبشارة الأولى كانت له والثانية كانت لها والبشارة الأولي هي التي أمر بذبح من بشر فيها دون الثانية السابع : أن إبراهيم عليه السلام لم يقدم بإسحاق إلى مكة البتة ولم يفرق بينه وبين أمه وكيف يأمره الله تعالى أن يذهب بابن امرأته فيذبحه بموضع ضرتها في بلدها ويدع ابن ضرتها

الثامن : أن الله تعالى لما اتخذ إبراهيم خليلا والخلة تتضمن أن يكون قلبه كله متعلقا بربه ليس في شعبة لغيره فلما سأله الولد وهبه إسماعيل فتعلق به شعبة من قلبه فأراد خليله سبحانه أن تكون تلك الشعبة له ليست لغيره من الخلق فامتحنه بذبح ولده فلما أقدم على الامتثال خلصت له تلك الخلة وتمحضت لله وحده فنسخ الأمر بالذبح لحصول المقصود وهو العزم وتوطين النفس على الامتثال ومن المعلوم : أن هذا إنما يكون في أول الأولاد لا في آخرها فلما حصل هذا المقصود من الولد الأول لم يحتج في الولد الآخر إلى مثله فإنه لو زاحمت محبة الولد الآخر الخلة لأمر بذبحه كما أمر بذبح الأول فلو كان المأمور بذبحه هو الولد الآخر لكان قد أقره في الأول على مزاحمة الخلة به مدة طويلة ثم أمره بما يزيل المزاحم بعد ذلك وهذا خلاف مقتضى الحكمة فتأمله

التاسع : أن إبراهيم عليه السلام إنما رزق إسحاق عليه السلام على الكبر وإسماعيل عليه السلام رزقه في عنفوانه وقوته والعادة أن القلب أعلق بأول الأولاد وهو إليه أميل وله أحب بخلاف من يرزقه على الكبر ومحل الولد بعد الكبر كمحل الشهوة للمرأة

العاشر : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتخر بقوله : أنا ابن الذبيحين يعني أباه عبدا لله وجده إسماعيل
والمقصود : أن هذه اللفظة مما زادوها في التوراة .( اهـ من آخر إغاثة اللهفان لابن القيم رحمه الله
الرد على ابن القيم
النقطة الأولى : لسنا بصدد الكلام عن ما في تحريف التوراة فلا يؤخذ منها أن الذبيح كان البكر استنادا على كلام محرف من التوراة .
النقطة الثانية : قول : (( لا تقتضيه الحكمة )) . الحكمة من قصة الذبح ليس له علاقة بغيرة من سارة ، وهذا الكلام على كون انه حصل غيرة من سارة لا يجوز الدخول فيه كونه لا يثبت عندنا بل هو من الإسرائيليّات.
النقطة الثالثة : قول : (( قصة الذبح كانت بمكة قطعا )) يحتاج إلى دليل . و نُسك الأضحية في الحج تذكير بهذه القصة المباركة للمسلمين سواء أكان الذبيح إسماعيل أو إسحاق وسواء أكان في مكة أو غيرها ، فالأنبياء والمؤمنين آُمّة واحدة .
النقطة الرابعة : لا يلزم كون البشارة بشارة واحدة في نفس الحادث . وهذه واردة في كتاب ابن كثير (قصص الأنبياء) ، راجعها .
النقطة الخامسة : قد أوضحتها بردي السابق .
النقطة السادسة : ليس لدينا دليل جازم على أن قصة الذبيح حصلت قبل ولادة إسحاق ، ولا يستدل بالنقطة الخامسة لأن دليلها ظنّي .
النقطة السابعة : راجع النقطة الثالثة .
النقطة الثامنة : قول (( إنما يكون في أول الأولاد لا في آخرها )) لا أصل في حُكمه . وكون امتثال إبراهيم لأمر الله سواء أكان في أول أولاده أو الآخر ، فلا حاجة لتكرار المحنة . أيضا راجع النقطة التاسعة .
النقطة التاسعة : سورة إبراهيم آية 39 ((الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل و إسحاق إنّ ربّى لسميع الدعاء .
النقطة العاشرة : هذا الحديث : (( ... أنا ابن الذبيحين ... )) لا يثبت صِحّته .



الشيخ صالح المغامسي: تحدث قائلا :إجابة على احد الأسئلة التي وجهت اليه فقال : قد يكون في المثار إشكال على العموم مسألة إسماعيل وإسحاق مسألة خلافية بين العلماء في من هو الذبيح هل هو إسماعيل أو إسحاق عليهما السلام؟
ونحن قلنا أن الراجح عندنا أنه إسحاق، وليس إسماعيل مع القطع تماما أنه لم يرد في القرآن النص عليه فالله في القرآن لم يذكر أنه إسماعيل ولم يذكر في القرآن أنه إسحاق لكن الذي يبدو والعلم عند الله وإن قال أجلاء العلماء رحمهم الله أحياء وأمواتا أنه إسماعيل لكن الذي يبدو من سياق القرآن وسياق التاريخ ولا بد من استصحابه أنه إسحاق ويبعد تماما أن يكون إسماعيل وإن كنت قلت أجلاء العلماء على أنه إسماعيل لكن هذا ليس واردا، قال الله: (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ {100} فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ {101} فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى) إلى آخر الآيات
فقوله جل وعلا: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) معناه بالاتفاق أنه بلغ مبلغ الرجال وأصبح يذهب ويغدو مع أبيه يعني راهق وتجاوز عمر الطفولة ومعلوم أن خليل الله إبراهيم لم يعش مع ابنه إسماعيل وإنما وضع إسماعيل وهاجر عند الكعبة ورجع ثم عاد وقد ماتت هاجر وأصبح إسماعيل رجلا تزوج فلم يجده ثم لم يجده في الثانية ثم في الثالثة أتاه وأمره الله ببناء البيت فلم يكن ممن يغدو ويروح مع ابنه لأن إبراهيم ترك هاجر وإسماعيل عند الكعبة ولم يعش حياته مع إسماعيل هذا كدليل عقلي

ثم إن الآية نصت على أن الذبيح هو المبشر وليس في القرآن نص على أن المبشر غير إسحاق، قال الله: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ)
والمسألة فيها كلام طويل للعلماء ليس هذا مكانه، لكن من قال إنه إسماعيل فهو على بينة صحيحة في نفسه لأنه قال بهذا أجلاء العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والحافظ ابن كثير وشيخنا الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الأمة كلهم قالوا إنه إسماعيل، ولكن كما قلت أنا المترجح عندي أنه ليس إسماعيل والعلم عند الله.
ما سردنا كل الأدلة لأن هذا ليس وقته، لكن كلاهما نبي أكان إسماعيل أو كان إسحاق كلاهما أخوان صلوات الله وسلامه عليهما ابنا الخليل إبراهيم، طبعا حديث: «أنا ابن الذبيحين» ليس بصحيح لأنه لو كان صحيحا كانت انتهت المشكلةإسماعيل هو الذبيح

- أما الدكتور صالح بن سعد اللحيدان المستشارالقضائى الخاص والأمين العام للجمعية العالمية للصحة النفسية فى الخليج والشرق الأوسط فقد ذهب إلى أن سيدنا إسماعيل هو الذبيح بنص القرآن الكريم لأنه هو آخى أباه فى مكة خروجاً من الكعبة إلى المرجم وعودةً إلى الكعبة مرة أخرى ، وإسحاق لم يأت لمكة وتوفي في العراق ولايعرف قبره إلى اليوم.

فيما يتعلق بقضية ابنى ابراهيم عليهم جميعاً الصلاة والسلام إسماعيل وإسحاق ، أنه من المعروف من خلال عامة الأدلة والقواعد التى أشار إليها ابن كثير وابن الأثير وعامة العلماء المعتبرين من أهل السنة وكما ثبت فى الصحيح (أنا ابن الذبيحين) وهذا الحديث له عدة طرق فسنده عراقى مدنى ، وذكره ابن الأثير والجزرى فى جامع الأصول وله عدة اسانيد فعلى هذا الأساس يتبين مايلى :

أولاً أن اصل مقولة أن إسحاق هو الذبيح هذا كلام البروستانت والكاثوليك من اليهود لأنهم يريدون أن يتشرفوا بهذا ثم انه جاءت بعض الأحاديث والآثار الإسرائيلية التى لاتقول على أن الذبيح هو اسحاق ومن خلال هذه الآثار التى فى سندها مقال وهذه الأحاديث والأخبار التى فى سندها مقال مابين حسن وضعيف وموضوع تدور حول هذه الأمور الثلاثة دخل بعض العلماء من المسلمين ممن يكتب فى السير والمواعظ والتاريخ، دون تأصيل أو تحقيق أو تنظير إلى قبول ماجاء فى هذه الآثار التى فيها نظر إلى أن الذبيح هو إسحاق صلى الله عليه وسلم

الأمر الثانى المعلوم أن إسحاق صلى الله عليه وسلم لم يأت إلى مكة لا بسند ضعيف ولا بسند قوي إنما مكث في العراق ثم ارتحل إلى فلسطين ثم ارتحل إلى مصر ثم رجع الى فلسطين ثم استقر فى العراق صلى الله عليه وسلم ودفن هناك ولايُعلم قبره كما أنه لايُعلم قبر يونس فى نينواء العراق ومثله قبر علي بن ابي طالب والحسن والحسين لاتعرف قبورهم

ثالثاً أن الإجماع قام على قوله تعالى (وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل) وابراهيم صلى الله عليه وسلم جاء لمكة ثلاث مرات الأولى للطواف والثانية لزيارة ابنه إسماعيل صلى الله عليه وسلم والثالثة لزيارة ابنه اسماعيل بعد أن امره أن يطلق المرأة الأولى ، فى هذه الزيارة أمره الله جل وعلا أن ينادى الناس بالحج ، وفى هذه الزيارة رأى رؤيا وهي من باب الاختبار ومن باب الابتلاء للأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنه خاطب إسماعيل (إنى أري فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى) فمعلوم من حيث النظر في النص الصحيح وكذلك الإخباريين الذين نقلوا هذه الأخبار بأسانيد ثابته أن إسماعيل هو الذى كان فى مكة ولم يكن إسحاق ،حين يسمى بالمرجم مابين المرجم الأول والمرجم الثانى ضمر إبراهيم أن يذبح ابنه إسماعيل ثم إن الله جل وعلا فداه بذبح عظيم ،،
الأمر الرابع عامة الآثار النقلية والعقلية والتفسير أثبتت أن إسماعيل صلى الله عليه وسلم توفى فى مكة وإسحاق توفي في العراق ولا يعرف قبره إلى اليوم وليس صحيحاً أنه مدفون في الحجر الذي يقع شمال الكعبة لم يثبت في هذا نصٌ صحيح وقبره في مكة لايعرف كما أن قبر ابن عباس في الطائف لايعرف،

الأمر الخامس أن إسماعيل صلى الله عليه وسلم نُصّ عليه في الكتاب المنزل في القرآن الكريم أنه هو الذبيح لأنه هو الذي آخى أباه في مكة خروجاً من الكعبة إلى المرجم وعودةً إلى الكعبة مرة أخرى

ويا أخي النصارى في كتابهم المدعي مقدس معترفين بان الذبيح هو سيدنا إسماعيل ولكن عندهم سوء فهم أو بمعني اصح 3/4 النصارى محدش كلف نفسه ويفتح الكتاب الدعي مقدس ولكن يأخذون ما يقوله لهم القساوسة فقط المعروف أن سيدنا إسماعيل أكبر من سيدنا إسحاق بحوالي 9 سنوات. وفي العهد القديم يأمر الله سيدنا إبراهيم ويقول له خذ ابنك وحيدك فهنا يتبين أن المشار إليه هو سيدنا إسماعيل لأنه في ذلك الوقت لم يكن سيدنا إسحاق قد ولد

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى :

" فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ "

أي بولد لها يكون له ولد وعقب ونسل ، فإن يعقوب ولد لإسحاق كما قال في آية البقرة " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون" ، ومن ههنا استدل من استدل بهذه الآية على أن الذبيح إنما هو إسماعيل وأنه يمتنع أن يكون هو إسحاق لأنه وقعت البشارة به ، وأنه سيولد له يعقوب فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه , وهو طفل صغير ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده , ووعد الله حق لا خلف فيه ؛ فيمتنع أن يؤمر بذبح هذا والحالة هذه ، فتعين أن يكون هو إسماعيل ، وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه ولله الحمد .

عد إلى ما ذكره ابن كثير في كتاب (قصص الأنبياء) وما عرضه من أقوال السلف من العلماء ؛ فهم على اختلاف في
ذلك إلى فريقين ؛ فمن يقول هو اسماعيل و من يقول انه اسحاق. فكل له دليله الظنّي_ غير قاطع صريح _ سواء أُخذ من القرآن _ كما استشهدت _ أو من أحاديث صحيحة ، فستغربت لذلك عِلما اننا قد نشأنا على قول احد الأقوال على انه لا شك فيه ، إي انه إسماعيل ، فاثار سؤالي لماذا ؟!! فإن قيل ان اسماعيل هو اول ولده وهذا ما بشّر الله في قول غلام حليم ، فهذا ليس دليل ، كون ان الله لم يقل ان هذا الولد هو الاول . بل لا يدل إلا ان ابراهيم سيرزق بولد من صفاته الحلم ، وهذا الولد سيدخل في محنة مع والده.
ودليل قول الفريق الثاني أن إسماعيل لم يبلغ سن السعي مع والده لكون أن هاجر قد تركها ابراهيم مع طفلها عند بيت الله المحرّم. وهذا ايضا ظنّي لعدم التيقن ان اسماعيل كان طفلا وليس غلاما عند الرحيل. اما دليل ان بعد ذكر قصة الذبيح بشّر الله بإسحاق نبيا ، فهذا لا يفيد ان اسحاق ليس هو الذبيح لأنّه يجوز ان يقال بعد محنة إبراهيم مع إسحاق بشّر الله إبراهيم على ان إسحاق سيصبح نبيا عند كبره .

هذا خلاصة بعض ما قيل في كتاب (قصص الأنبياء). إلا إن كان هناك ادلّة اكثر وضوحا تجزم قول احد الفريقين


الإخوة الأحبة
إن من ذهب إلى القول بأن الذبيح هو إسحاق عليه السلام وعلى نبينا أفضله وأزكاه لا إسماعيل عليه السلام فيه نظر كبير .ذلك ان هذه الدعوى يرد عليها بأصل قول المخالف انها تحتاج الى دليل وما يرد به على هذا يرد به على هذا مما يلزم مرجح لأحد الامرين وبالنظر إلى بعضها علمنا أن أحد المرجحات قول جمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين
وثانيها دلة النص والسياق في ما هو معلوم من قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام وأهله ، والدلالة في هذا اقوى وأبين من غيره ، ومن لم يراع ذلك سيبقى في تردد بين المراد بالذبيح بين النبيين عليهما السلام ، وهذا لم يقله احد فيما اعلم ، أعني التوقف والتردد .وإذا ما نظرنا الى وسائل الترجيح على باب الإنصاف نرى ان قول جمهور الصحابة ومفسريهم والتابعين قالوا هو اسماعيل لا اسحاق .كما ان بعض اهل العلم عللوا قول

من قال أنه اسحاق ، باحتمال نقله عن اهل الكتاب ، وهذا لم يكن في حق اسماعيل عليه السلام .
ومع كل هذا وغيره أقول إن النص القرآني وإن خلا من الاسم إلا أن دلالته على الذبيح ظاهرة كما في قول الله تعالى : {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ(102)فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} (103) سورة الصافات إلى نهاية الآيات .

فمن المجمع عليه ان اسماعيل عليه السلام هو اول من ولد لإبراهيم الخليل عليه السلام إذ دعوته كانت قبل ان يرزق بأي مولود ويدل على ذلك قوله : ( رب هب لي من الصالحين .فإن علم ذلك دون مجادلة وتعسف في الرد ، ألحقنا الضمائر بأصحابها التي تحملتنا إلى الجزم بأن المذكور هو رسول الله إسماعيل عليه السلام .
فإن قيل : ومن اين لنا ان نعرف ان الحادثة كانت في مكة ؟ .
قلنا : هذا ظاهر معلوم عند أهل العلم ، أن الذي سكن مكة هي هاجر وولدها اسماعيل عليهما السلام ، ولم يكن ذلك لأحد غيرهما من آل إبراهيم الخليل عليه السلام ، مما أظهر أن الحادثة بمكة لأن إسماعيل عليه السلام لم يخرج منها .

ممن رجح بأن الذبيح هو إسحاق عليه السلام: شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله في التفسير، وممن رجح أنه إسماعيل: أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله في تفسيره، وكذلك الشنقيطي رحمه الله في تفسيره،

ولعل القول الثاني أرجح والله أعلم، وإليك سياق كلام الشنقيطي رحمه الله في تفسيره لآية سورة الصافات يقول رحمه الله: (اعلم أولاً أن العلماء اختلفوا في هذه الغلام الذي أمر إبراهيم في المنام بذبحه ، ومعلوم أن رؤيا الأنبياء وحي ، ثم لما باشر عمل ذبحه امتثالاً للأمر ، فداه الله بذبح عظيم ، هل هو إسماعيل أو إسحاق؟ وقد وعدنا في سورة الحجر ، بأنا نوضح ذلك بالقرآن في سورة الصافات ، وهذا وقت إنجاز الوعد .
اعلم وفقني الله وإياك . أن القرآن العظيم قد دل في موضعين ، على أن الذبيح هو إسماعيل لا إسحاق أحدهما في الصافات ، والثاني في هود .
أما دلالة آيات الصافات على ذلك فهي واضحة جداً من سياق الآيات ، وإيضاح ذلك أنه تعالى قال عن نبيه إبراهيم : { وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصالحين فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السعي قَالَ يابني إني أرى فِي المنام أَنِّي أَذْبَحُكَ فانظر مَاذَا ترى قَالَ ياأبت افعل مَا تُؤمَرُ ستجدني إِن شَآءَ الله مِنَ الصابرين فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَن ياإبراهيم قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين إِنَّ هذا لَهُوَ البلاء المبين وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين سَلاَمٌ على إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين

[ الصافات : 99110 ] قال بعد ذلك عاطفاً على البشارة الأولى : { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصالحين } [ الصافات : 112 ] فدل ذلك على أن البشارة الأولى شيء غير المبشر به في الثانية لأنه لا يجوز حمل كتاب الله على أن معناه : فبشرناه بإسحاق ، ثم بعد انتهاء قصة ذبحه يقول أيضاً : وبشرناه بإسحاق ، فهو تكرار لا فائدة فيه ينزّه عنه كلام الله ، وهو واضح في أن الغلام المبشَّر به أولاً الذي فُدي بالذبح العظيم ، هو إسماعيل ، وأن البشارة بإسحاق نص الله عليها مستقلة بعد ذلك .

وقد أوضحنا في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } [ النحل : 97 ] الآية . أن المقرر في الأصول أن النص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إذا احتمل التأسيس والتأكيد معاً ، وجب حمله على التأسيس ولا يجوز حمله على التأكيد إلا لدليل يجب الرجوع إليه .
ومعلوم في اللغة العربية ، أن العطف يقتضي المغايرة ، فآية الصافات هذه دليل واضح للمنصف على أن الذبيح إسماعيل لا إسحاق ، ويستأنس لهذا بأن المواضع التي ذكر فيها إسحاق يقيناً عبر عنه في كلها بالعلم لا الحلم ، وهذا الغلام الذبيح وصفة بالحلم لا العلم .
وأما الموضع الثاني الدال على ما ذكرنا أنه في سورة هود فهو قوله تعالى : { وامرأته قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } [ هود : 71 ] لأن رسل الله من الملائكة بشرتها بإسحاق ، وأن إسحاق يلد يعقوب ، فكيف يعقل أن يؤمر إبراهيم بذبحه ، وهو صغير ، وهو عنده علم يقين بأنه يعيش حتى يلد يعقوب .فهذه الآية أيضاً دليل واضح على ما ذكرنا ، فلا ينبغي للمنصف الخلاف في ذلك بعد دلالة هذه الأدلة القرآنية على ذلك . والعلم عند الله تعالى .

قال شيخ الاسلام ابن تيمية كما فى"مختصر الفتاوى المصرية ص667":
هل الذبيح إسماعيل أو إسحاق فيه قولان مشهوران هما روايتان كل منهما قول عن السلف؛ونص القاضي أبو يعلى أنه إسحاق تبعا لأبي بكر عبد العزيز؛وقال ابن أبي موسى الصحيح أنه إسماعيل والذي يجب القطع به أنه إسماعيل يدل على ذلك الكتاب والسنة والتوراة فإن فيها أنه قال لإبراهيم اذبح ابنك وحيدك وفي ترجمة أخرى بكرك وإسماعيل هو بكره ووحيده باتفاق المسلمين وأهل الكتاب لكن أهل الكتاب حرفوا فزادوا إسحاق فتلقى ذلك منهم من تلقاه وشاع بين المسلمين ومما يدل على أنه إسماعيل عليه السلام قصة الذبيح التي في الصافات حيث قال(فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى) إلى قوله تعالى(وفديناه بذبح عظيم) إلى قوله(وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين)
فهذه القصة تدل من وجوه على أنه إسماعيل:
أحدها:أن البشارة بالذبيح ذكر فيها قصة ذبحه وفدائه فلما استوفى ذلك قال(وبشرناه بإسحاق وباركنا عليه وعلى إسحاق)فهما بشارتان بشارة بالذبيح وبشارة بإبنه إسحق وهذا يبين،

الوجه الثاني:أنه لم يذكر قصة الذبيح إلا في هذه السورة وفي سائر المواضع يذكر البشارة بإسحاق خاصة كما قال في سورة هود(وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) وقال تعالى في سورة الذاريات(فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم) وقال في سورة الحجر(قالوا لاتوجل إنا نبشرك بغلام عليم قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون)ولم يذكر مع البشارة بإسحاق أنه ذبيح مع تعدد المواضع فإذا كان قد ذكر البشارة بإسحاق وحده غير مرة ولم يذكر الذبيح ثم ذكر البشارتين جميعا البشارة بالذبيح والبشارة بإسحاق بعده كان هذا من أبين الأدلة على أن إسحاق ليس هو الذبيح ويؤيد ذلك أنه ذكر هبته وهبة يعقوب لإبراهيم بقوله(ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين)وقوله(ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين)ولم يذكر ذلك في الذبيح

الوجه الثالث:أنه تعالى ذكر في الذبيح أنه غلام حليم ولما ذكر البشارة بإسحاق قال(بغلام عليم) في غير موضع ولا بد لهذا التخصيص من حكمة وهل يلغى اقتران الوصفين والحليم الذي هو ثابت للصبر الذي هو خلق الذبيح وإسماعيل وصف بالصبر في قوله(وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين)وهذا وجه فإنه قال(ستجدني إن شاء الله من الصابرين

الوجه الرابع:أن البشارة بإسحاق كانت معجزة لأن أمه عجوز عقيم وأبوه قد مسه الكبر والبشارة مشتركة لإبراهيم وامرأته وأما البشارة بالذبيح فكانت لإبراهيم وامتحن بذبحه دون الأم المبشرة رلم تكن ولادته خرق عادة وهذا يوافق ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الصحيح"من أن إسماعيل لما ولد لهاجر غارت سارة فذهب إبراهيم بإسماعيل وأمه إلى مكة وهناك كان أمر الذبح" فانه يؤيد أن إسماعيل هو الذبيح ليس هو إسحاق لأنه قال(فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) والبشارة بيعقوب تقتضى أن إسحاق يعيش ويولد له يعقوب فكيف يأمر بعد ذلك بذبحه وكانت البشارة وقضة الذبيح في حياة إبراهيم بلا ريب .
ويدل على ذلك أن قصة الذبيح كانت بمكة ولما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة كان قرنا الكبش في الكعبة فقال للسادن أردت أن آمرك تخمر قرني الكبش ففنسيت فخمرها فإنه لا ينبغي أن يكون في القبلة شئ يلهي المصلي .
فلهذا جعلت مني محلا للنسك من عهد إبراهيم وإبراهيم وإسماعيل هما اللذان بنيا البيت بنص القرآن ولم يقل أحد أن إسحاق ذهب إلى مكة .
وبعض المفسرين من أهل الكتاب يزعم أن قصة الذبيح كانت في الشام وهذا افتراء بين فإنه لو كان ببعض جبال الشام لعرف ذلك الجبل وربما جعل منسكا كما جعل المسجد الحرام الذي بناه إبراهيم وما خوله من المشاعر .أهـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حفيدة عائشه
المراقبة العامة
المراقبة العامة
حفيدة عائشه


انثى عدد المساهمات : 373
تاريخ الميلاد : 18/06/1980
العمر : 43
الموقع : https://moslem4ever.rigala.net/
المزاج : لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق   خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق Emptyالخميس أكتوبر 01, 2009 1:22 am

جزاك الله خيرا ونفع الله بكِ على هذا العرض القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام حنين
عضو جديد
عضو جديد
ام حنين


انثى عدد المساهمات : 11
تاريخ الميلاد : 28/04/1982
العمر : 42

خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق   خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق Emptyالخميس أكتوبر 01, 2009 4:02 pm

شكرا لكي اختي العزيزه علي مرورك الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهاجر
الاداره
الاداره
المهاجر


ذكر عدد المساهمات : 1252
تاريخ الميلاد : 06/10/1972
العمر : 51
الموقع : https://moslem4ever.rigala.net/
المزاج : الحمد لله على كل شىء

خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق   خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق Emptyالخميس أكتوبر 01, 2009 5:08 pm

ماشاء الله موضوع رائع ووافى
والاروع عرض ااراء الفقهاء تفصيلا
بارك الله فيك اختنا
وجزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moslem4ever.rigala.net
 
خلاصة القول حول الذبيح سيدنا اسماعيل ام سيدنا اسحاق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خلاصة امتحانات icdl احفظ هذه الاسئلة والاجوبة فقط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بوابة أفكار التعليمية :: المنتديات العامـــة :: المنتدى الاسلامى الشامل-
انتقل الى: